الوصف

مقدمة
إن الأسر العربية لتجابه بموجات عاتية من العواصف التي تهب في بحر العولمة اللجي فيغشاها موج من فوقه موج في ظلمات بلا قرار، فلا يبقى الا البحث العلمي الواثق والانتباه الحذر الذي يبدد بقناديل يقينه الظلمات، ويرفع اشرعة الأمل الجديد الذي يفلح في اجتياز العواصف، ويرسو بنا في شواطئ الامان وبر السلامة، ولعل كتابنا هذا يشرع في التنبيه الى قضية بالغة الخطورة، رغم أنها لم تعد تلفت الأعين-وهذا خطر اخر- وقد أخذت كظاهرة تتجه –للأسف- الى منظومة الاشياء المعتادة والتي ألفت مجتمعاتنا التبرير لها تحت مسمى العصر ووسائل العصر والمواكبة الحضرية وما اشبه ذلك، انها تلك المشاهد التي تحملها لنا الافلام في مخادعنا وغرف نومنا، من قتيل يمشي وهو يثغب دماً، وشرير يبعث قبل أوان البعث ويقوم قبل القيامة، واشباح تطارد فتاة ما، وجماجم تهمس لبعضها وهي تتمشي في الردهات، وساحرة تتشظي الى اجزاء عديدة ثم تتجمع من جديد، وساحر يركب الريح وقسيس يسيطر علي العواصف الهادرة وغير ذلك من اساطير الأولين وعبث العابثين التي تثير الرعب، وتبدل اليقين، بل تقدم عقائد جديدة تبشر باللذة غير المحدودة والحرية المنفلتة غير المشروطة، حيث الانفلات من ربقة الاديان السماوية جميعها، والاحتفاء بالخبائث ومخالفة الناموس وقوانين الطبيعة والفطرة، فنجد شبابا في عمر الزهور يقتاتون لحوم البشر في طقوس مستمدة من رهبان (الكونترا)، او الديانات القمرية البائدة، ومصاصي دماء يلعبون ارقى أدوار الرومانسية؛ كأبطال لقصص الحب يتمثلهم المراهقين، فيحفظون عباراتهم عن ظهر قلب، ويقلدونهم في شكل ملابسهم ونوعية اكسواراتهم التي هي رموز لأديان (قنوصية) او مفاهيم (قباليه) يهودية في الغالب، كل ذلك اصبح ويصبح عاديا مألوفا نشاهده على الشاشة يوميا، ويراه اطفالنا كل يوم، فهل نمهد نحن الطريق لمجيء المسيح الدجال؟ هذا الكتاب لا يدعي أنه أحاط بالموضوع رغم الاجتهاد في استقصاء المحاور والقضايا التي تطرحها افلام الرعب والخوارق، عبر تجربة مشاهدة استمرت لعام كامل ترصد هذه النوعية من الأفلام، فجل ما نروم هو أن يفتح هذا الكتاب باباً للنقاش في قضية لها كل هذه الأبعاد الخطيرة، تطرح عبر وسيلة بالغة الانتشار ووسيط هو الاخطر ربما بين كافة وسائل الاقناع والمثاقفة (وسائل الاعلام) وهي تتجه مباشرة الى عقل وعين المشاهد العربي خاصة الطفل المفتوحة على الاخر للتلقي والتأثر (ومش حتقدر تغمض عينيك) !!