الأطروحات العقدية في أفلام الخوارق (البارا سيكولوجي) د.الإمام عكاشة حمدنا الله البحاري
تمهيد:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله، عدد كمال الله وكما يليق بكماله
أما بعد
فعلينا في البدء أن نقرر أن أكبر مخاطر الفلم الأمريكية أنه فلم غير محايد، فهو يصدر عن بيئة أخري لها نظمها الاجتماعية، وقواعدها الفكرية، ولها قناعتها العقدية المختلفة والمخالفة –في كثير من الأحيان –لمعتقداتنا الإسلامية لهذا فنحن نجد العديد من المخاطر التي تجابهنا عند مشاهدة هذه الأفلام التي اصبحت تدخل الي داخل بيوتنا في فتنة عمت وطمت، ولعلها تفسر تلك الإشارة النبوية الي الفتن التي تنصب صبا، و تتغلغل في الأوساط الإِسلامية، فقد روى البخاري ومسلم من حديث الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد قال: أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من أطام المدينة فقال: “هلْ ترون ما أرى؟ قالوا: لا، قال: فإني لأرى الفِتن تقع خِلالَ بيوتكم كَوقْع المطَر”. وايضا تلك الإشارة نبوية إلى أنه ستكون فتنة وقع اللسان فيها أشد من وقع السيف، فقد قال أبو داود: حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا الليث عن طاووس عن رجل يقال له زياد عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم: “إِنه ستُكون فِتنة وستصِيب العرب قَتلاَها في النارِة وقْع اللسان فيها أَشد مِن وقْع السيفِ”()
إن لأفلام الخوارق أبعاد دينية واضحة وخطيرة يرى البعض أنها من جملة الاستهداف الأمريكي الصهيوني للعالم، وبعيداً عن هذا المنحى الذي تؤكده العديد من الدلالات، وبعيدا عمن ما يسميه البعد بعقلية نظرية المؤامرة فإننا نرى أنه من الضروري ان نفكر فيما نشاهد، بل يجب أن نسعي الي جعل ما نشاهد نابعا مما نفكر وما نؤمن به من قيم، متقدمين الي حلبة المنافسة بما يفيد، فإن البشرية لتتطلع إلي هذه الأمة والي دورها الذي هو برقبتها مناط، وعلي الشباب أن يسعي في تقديم ما لديه من فكر عبر الوسائل الحديثة ، التي يتعلق بها شباب المسلمين ، تعلق الطفل بلعبته، التي أصبحت جدا بل من أعظم الجد، فتوشك أن تصبح غدا أداة حقيقية للبطش، لهذا علينا أن نتساءل: وبحذر عن الغاية التي ستؤدي إليها كل هذه الأفلام الخيالية؟ إلى أين تذهب بنا موجة أفلام لقادمين من العالم الآخر؟، والمعلقون في سراديب بين عالم الأموات والأحياء؟ إلى أين تؤدي بنا أفلام عودة المسيح الدجال إذا لم يكن إلي المسيح الدجال؟؟.
Share this content:
إرسال التعليق